جمال باشا السفاح يُسقط قادة النهضة على أعواد المشانق
في السادس من ايار من عام 1916
قائد الجيش الرابع جمال باشا (السفاح) ينفذ حكم الإعدام بحق نخبة من الوطنيين العرب في كل من دمشق وبيروت. كانت التهم الموجهة إليهم هي التخابر مع الحلفاء ضد الدولة العثمانية والعمل على سلخ بلاد الشام والعراق عن جسد الدولة العثمانية.
تم تنفيذ الإعدام في ساحة المرجة بدمشق لسبعة من الرجالات الوطنيين وفي ذات اليوم أعدم في بيروت 13 آخرين.
كان فيصل بن الحسين يومذاك مقيما في مزرعة القابون بينما كان يتناول طعام الإفطار مع مضيفيه من آل البكري وصلهم رسول من دمشق يحمل إليهم العدد الخاص من جريدة (الشرق) الذي كان يتضمن قصة الشنق وأسماء المشنوقين فخيم الوجوم على الحاضرين وقرأ بعضهم الفاتحة غير أن فيصل قفز واقفا كمن أصابه مس مفاجئ فانتزع الكوفية من على رأسه ورمى بهم على الأرض وداسها بعنف وصاح (طاب الموت ياعرب). أسرع فيصل ذاهب إلى دمشق حيث قابل جمال باشا وقد حدثه جمال باشا الأسباب التي حملته على شنق المتهمين وشرح له (خيانتهم) وكيف أنهم اتصلوا بالدول الأجنبية ويروي جمال باشا في مذكراته أن فيصل قال له (قسما بحرمة الأجداد
لو علمت أن جريمة الجناة كانت بهذه الشناعة لما أحجمت فقط على طلب الشفاعة لهم بل لطلبت أن تمزق أوصالهم ليطول عذابهم، ألا لعنة الله عليهم).
كان الصدر الأعظم في إستنبول قد أخبر جمال باشا بأنه يؤيد محاكمة القوميين العرب ولكن لا يؤيد إعدامهم ويكفي وضعهم تحت المراقبة خشية استخدام الفرنسيين والإنكليز لهذا الإعدام للتحريض على الأتراك غير أن جمالا كان قد استطاع إقناع القوميين أنور باشا وناظر الداخلية طلعت باشا ونفذ الإعدام في وقت كان الثلاثي (أنور_طلعت_جمال) قد جردوا السلطان والبرلمان والصدر الأعظم والحكومة من صلاحياتهم.
مصدر
_لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ل علي الوردي
_تاريخ الدولة العثمانية ل يلماز اوزتون
تعليقات
إرسال تعليق