من عمّان إلى دمشق... نيران الفوضى بين الرفاق
متل اليوم ب 20 أيار/ ماي 1967
انفجار سيارة مفخخة في مدينة الرمثا الحدودية في الأردن يسفر عن مقتل 21 اردنيا الأمر الذي دفع الأردن لإغلاق السفارة السورية و طرد السفير من عمان.
جاء الهجوم السوري بعد اعتبار الأردن متأمرا على سوريا بسبب إيواءه الكثير من السوريين المناهضين للحكم القائم في دمشق بعد انقلاب اذار 1963 ومنهم سليم حاطوم الذي أتخذ من الاردن منصة لمهاجمة الحكم القائم في دمشق والذي هاجم صلاح جديد و حافظ الأسد بشكل مباشر حين ذكر حاطوم في مؤتمر صحافي عقده في عمّان يوم 13 أيلول 1966 إن "الروح الطائفية تنتشر بشكل فاضح في سورية، وخاصة في الجيش سواء بتعيين الضباط وحتى المجندين، وإن الفئة الحاكمة تعمد إلى تصفية الضباط والفئات المناهضة لها، وتحل مكانهم أتباعها في مختلف المناصب"
كان طلال أبو عسلي زميل سليم حاطوم و الذي كان من جملة الضباط الذين غادروا سوريا بعد محاولة الاحتجاز التي قاموا بها ل نور الدين الاتاسي و صلاح جديد، قد غادر عمّان نحو القاهرة بجواز سفر كان قد منح له من قبل الملك حسين و من القاهرة أنقلب على زملائه سليم حاطوم وباقي رفاقه و هاجمهم بالقول ( أن الأردن و السعودية و أميركا على اطلاع تام بمحاولة سليم حاطوم الانقلابية. أن هدفهم سقوط سوريا ودخولها فى فلك الرجعية العربية، المتعاونة مع الاستعمار، وأن هدفهم هو أن تقوم فى دمشق حكومة تأتمر بأمر عمَّان والرياض، وبوحى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من ورائهما، وأن تمهد إذا أمكن لعرش هاشمي عميل فى سوريا يجلس عليه الملك حسين).
كانت الأزمة بين البلدين قد أشتعلت حين أرسل النظام الحاكم في سوريا مجموعة من الفدائيين لتنفيذ هجمات انطلاقا من الاراضي الاردنية ضد اسرائيل في تشرين الثاني 1966 الأمر الذي ردت عليه اسرائيل بتدمير جميع منازل قرية السموع الحدودية في الضفة الغربية مع عدد من الضحايا و جرت مواجهة بين الجيشين لمدة خمس ساعات بين الجيش الاسرائيلي المؤلف من لواء من المشاة ونحو 80 دبابة و80 عربة مصفحة و12 طائرة بمقابل ثلاث طائرات أردنية من طراز "هوكر هنتر" البريطانية الصنع، حسب الرواية الأردنية تمكن الطيارون الأردنيون من إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية، وسقطت لهم اثنتان.
وشن الاعلام المصري و السوري هجوما على الاردن متهمين النظام الاردني بالخيانة و الجبن لعدم مواجهته لاسرائيل,ترافقت مع اندلاع الاحتجاجات عبر الضفة الغربية مطالبة بتنحي الملك. وفي أثناء تلك الاحتجاجات قتلت الشرطة الأردنية أربعة فلسطينيين. في 20 نوفمبر 1966، أمر الملك حسين بانتشار القوة العسكرية في أنحاء المملكة و ردت الأردن بأنها سوف تفتح الحدود السورية الاردنية بالدبابات اذا اغلقت سوريا الحدود معها
تعليقات
إرسال تعليق