رحيل الكابوس: يوم غادر رفعت الأسد دمشق
"بعد أن غادرها رفعت الاسد زال عن كاهل مدينة دمشق كابوسا أثقلها لسنوات أسمه سرايا الدفاع و أزال معه كل من كان يدور في فلك رفعت أزيلت جميع الحواجز و الكولبات التي وضعت أمام ممتلكاته في اوتستراد المزة_جبل, كما تم صرف افراد حاشيته و مقربيه وتوزيع عناصر سرايا الدفاع على باقي قطعات الجيش"
متل اليوم ب 28 أيار/ ماي 1984
غادرت طائرة محملة ب 70 من كبار الضباط السوريين بالإضافة الى عبد القادر قدورة و فاروق الشرع وزير الخارجية نحو موسكو على رأسهم رفعت الأسد, يذكر فاروق الشرع في كتابه الرواية المفقودة ان فرنسا كانت قد رفضت طلب الخارجية السورية باستقبال الشقيق المتمرد رفعت في باريس بصفته نائب لرئيس الجمهورية و كذلك ابقائه على اراضيها حسب القوانين الفرنسية، فيما رحب السوفييت باستقباله في زيارة رسمية كنائب للرئيس عبر سفيرها في دمشق والذي كانت تربطه صلات جيدة بالشرع.
كانت الزيارة حسب وصف فاروق الشرع لقضاء فترة استجمام إجباري في موسكو, و يضيف الشرع واصفا الرحلة عبر الطائرة التي حملت هذا العدد من الرتب العسكرية بأنها لم تخلوا من التوتر و الصخب
حيث شهدت مقصورة الدرجة الاولى في الطائرة مشادة عنيفة حصلت بين رفعت الأسد و شفيق فياض, وصلت الى حد إشهار السلاح, كانا يجلسان وجها لوجه, و كانت المشادة تدور حول قضايا شتى كان أهمها, تراشق الأتهام المتبادل بعدم الوفاء لبعضهم البعض, و الخطوط العسكرية مع لبنان,و استخدام بعض التجار و المهربين لها و اشكالات التنافس غير الشريف, فيما كان محمد الخولي مدير فرع المخابرات الجوية يسد في أثناء ذلك, و هو واقف طوال الرحلة على الباب الواصل بين قمرة الطيارين بكلتا يديهو مراقبا منافذ الدخول و الخروج الى ابواب الطائرة بمهمة كلف بها خشية اقتحام القمرة.
أُستقبل رفعت بروتوكوليا في موسكو كنائب للرئيس وكعادة العسكر حينما تأخذهم الحمية و يغريهم البروز الأعلامي راح رفعت في موسكو يكيل المديح للسوفييت واصفا الاتحاد السوفييتي بأرض الأنبياء!!
ساعات و أن موعد العودة لل 69 ضابط الى مشق فيما لم يمنح رفعت ذلك التصريح بالعودة و بقي في موسكو التي
غادرها نحو جنيف في الخامس من حزيران, وفي العاشر من تشرين الثاني 1984 صدر مرسوم جمهوري يعهد اليه الإشراف على الأمن القومي فعاد رفعت الى دمشق ووجد نفسه مجردا من القوى وكان من بين وفد تضمن مستقبلي ومودعي الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران في دمشق كما لفت الانظار حين انحنى وقبل يد اخاه الذي أمن له مكانا أمنا في فرنسا بعيدا عن عن أي طموحات لطالما أرقت جانب الشقيق الأكبر.
و غادر رفعت بعدها دمشق نحو أوروبا و اتنقل بين عدة دول بعد ان منحته فرنسا الاذن بدخول اراضيها و بقي هناك حتى عاد اخيرا و بصورة نهائية الى سوريا في العام الفائت ليكمل ماتبقى من أيامه في قريته.
الصورة من مطار دمشق الدولي في تشرين الثاني 1984 بعد وداع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران يظهر في الصورة نائب الرئيس رفعت الأسد, عبد الحليم خدام وزير الخارجية, حافظ الأسد و عقيلته في الخلف عبد الله الأحمر و فاروق الشرع
تعليقات
إرسال تعليق