وفاة سعد الله الجابري

 




متل اليوم ب 20 حزيران/ يونيو 1947

توفي في مزرعته في قرية تردم شرق حلب سعد الله الجابري أحد قادة الاستقلال و رئيس الحكومة السورية لثلاث مرات.
ولد الجابري لعائلة ارستقراطية من العائلات العربية العثمانية في حي السويقة بحلب عام 1894 لأم شركسية الأصل هي الزوجة الثالثة لوالده. والده الحاج عبد القادر كان مفتيا للمدينة. تلقى سعدالله الجابري علومه في مدارسها حتى الثانوية وكان يحضر الاجتماعات التي يعقدها وجهاء المدينة في منزل الشيخ عبد الحميد الجابري للتداول في أمور البلاد وما آلت إليه .
أستقدمه شقيقه إحسان لدرسة الحقوق في استانبول سنة 1912 وانضم هناك الى الجمعية العربية الفتاة وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى استدعي للخدمة في الجيش العثماني و عين حارسا للارزاق في (ارض روم) وعاد في العام 1919 الى حلب.
حياته السياسية
انتخب سنة 1919 عضوا في المؤتمر السوري ليشارك مع بعض الشباب بتشكيل جمعية سرية هي جمعية"الكف الاحمر" التي ضمت عددا من ابرز الوجهاء الحلبيين الذين سينخرطون في ثورة هنانو وفي محاكمة هنانو في العام 1922.
ادت به نشاطاته الوطنية في وجه الانتداب الى السجن في صافيتا لمدة ستة اشهر واطلق سراحه بعفو سنة 1928, عاد بعدها الى حلب وانضم الى النواة المؤسسة لما سيعرف لاحقا بالكتلة الوطنية.
في مؤتمر حمص 1932 تم انتخاب الجابري نائبا لرئيس الكتلة الوطنية, بينما تم انتخاب هاشم الاتاسي رئيسا لها و اختير عضوا في الوفد الكتلوي المفاوض مع فرنسا في العام 1936
شغل في اول حكومة كتلوية بعد توقيع الاتفاقية منصب وزارة الداخلية ليحتدم الخلاف بينه وبين جميل ابراهيم باشا من جهة وبينه وبين عبد الرحمن الكيالي من جهة ثانية على خلفية قضايا معقدة شخصية وعائلية وسياسية ولكن الانشقاق الابرز عن الكتلة وعن زعامة الجابري في حلب صدر عن ناظم القدسي ورشدي الكيخيا اللذين عارضاه بقوة طيلة حياته السياسية اللاحقة كما يذكر أحمد نهاد السياف في كتاب شعاع قبل الفجر.
ترشح لانتخابات 1943 و سمي رئيسا للحكومة في عهد شكري القوتلي الذي انتخب رئيسا للحكومة و استمرت حكومته حتى 14 تشرين الثاني 1944 حيث عين رئيسا للمجلس النيابي خلفا لفارس الخوري.
شكل حكومته الثانية في 30 ايلول 1945 والتي استمرت حتى 27 نيسان 1946 أما وزارته الثالثة فتشكلت في 27 نيسان 1946 ساءت صحته خلال حضوره اجتماع الجامعة العربية بمصر بسبب مرض التهاب الكبد، وذلك أثناء سفره إلى مصر لحضور اجتماعات الجامعة العربية فاستقال من رئاسة الحكومة و تفرغ للعلاج في الاسكندرية في مصر ثم عاد إلى حلب وأمضى أيامه الأخيرة في مزرعته حتى وفاته ويقال انه توفي فقيرا بعد ان انفق ثروته التي ورثها من عائلته على العمل الوطني.
لم يتسنى له الزواج، ولم يخلف ولدا شيعته مدينته حلب بموكب حاشد تقدمه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء والنواب وممثلو الدرك ورؤساء الدول العربية وجماهير غفيرة ودفن إلى جانب إبراهيم هنانو بكاه رئيس الجمهورية بكلمة مؤثرة ورثاه عمر ابو ريشة بهذه القصيدة
هيكل الخلد لا عدتك العوادي / الأقاحي أنت إرث الأمجاد للأمجاد
بوركت في هواك كل صلاة /صعدتها حناجر العّباد
منك هبت سمر الرجال وأدمت /حاجب الشمس بالقنا المياد
والمروءات كل ما حملتها /البيد في طول سيرها من زاد
هتفت بالجهاد حتى تشظّى/ كل تاج على صخور الجهاد
وإليك انتهى مطاف علاها / دافق الخير مشرق الإسعاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انهيار سد زيزون... كارثة بشرية وبيئية هزّت سوريا

الاجتياح .. لبنان تحت النار

"انتحار أم تصفية؟ القصة الكاملة لسقوط رئيس وزراء سوريا الأسبق محمود الزعبي"